الجمعة، ديسمبر 16، 2011

أشعُرُ أنَّ فى داخلى..قُنْبُلَة..

"جهنَّمُ حالة..


وليستْ مكاناً"

كريستوفر مارلو

1=

أنا خائفٌ من نسيم الهواءْ

ومن غضبة الله فوق السماءْ

ومن ظلِّ جسمى

وإسمى

وأبحثُ دوماً عن الكبرياءْ..

2=

..ومعتَقَلٌ منذُ عشرينَ عاماً

بغرفةِ نومى

ويومى

خليطٌ من الحُزنِ والإنطفاءْ

مريضٌ..بأحلامِ صَحوى

وليسَ لدىَّ دواءْ.

3=

أنا من يرقُّ لحالى الجدارُ

ويقسو علىَّ الحنانْ...

أنا مَن أحبُّ الجميعَ

وعُمرى يمُرُّ..بغير زمانْ..

أفتِّشُ عمَّن تلُمُّ نُجُومى

وتُسعدُ ـ بالحُبِّ ـ قلبَ همومى

وتصبحُ بيتى

وخُبزى وزيتى

ولكننى قد وجدتُ أخيراً

أخيراً

بأنَّ مكانى الوحيدَ

هو اللامكانْ...

4=

أريدُ الوفاةَ بأىِّ طريقه

بلَفِّ الحبالِ على عُنُقى،

بقطع وريدى،

بتفجير نفسى..

..بأىِّ طريقه

أحسُّ بأنَّ دموعىَ ماسٌ

وأنَّ دمائىَ نفطٌ..

وأنَّ بداخل قلبى

حريقه..

أحسُّ بأنَّ الحياةَ هُراءْ

وأنَّ البحورَ،بدمعى غريقه

وأنَّ جهنَّمَ أمّى الرقيقه

وأنَّ حياتى ـ على طولِها ـ

شظايا دقيقه..

وأنَّ حريقى نهارْ

وجسمىَ يخرجُ منهُ بخارْ..

وأنّى من الميِّتينَ..أغارْ..

..أحسُّ بأنّى على وشك الإنفجارْ..

5=

مدينتُنا،لاتحبُّ الكلامَ الجميلْ

تحبُّ البعوضَ،تحبُّ الذبابَ،

تحبُّ الكلابَ،وتعشقُ كلَّ دخيلْ.

أنا مثلاً...

أكتبُ من ربع قرنٍ وأكثرْ

وترفضُ رملِى وبحرى

وترفضُ قولى وشِعرى ونثرى

وتطمسُ أعينَها بالغراء الثقيلْ

لكى لاتَرى ضوءَ فَجرى..

وتنشُرُ للغثِّ والعُثِّ والعنكبوتْ

وتعطشُ جداً..

وترفضُ أن يصبحَ الشِّعرُ مثلَ السحابه

وتكرهُ أن تتأمَّلَ صوتَ الربابه

مدينتُنا علَّمتْنى الكآبه..

ووردتُنا لاتشُمُّ العبيرْ

ولجنتُها مجموعةٌ من حَميرْ..

ترحِّبُ بالقُبحِ،والمِلحِ،

والصدإ المستديرْ

وتنشُرُ ـ فخراً..ـ لأىِّ عصابه...

6=

مدينتُنا دونَ قلبْ

مدينتُنا ، بنتُ كلْبْ..

وأفراحُها،وأعراسُها،تستدرُّ الرثاءْ..

ويسكنُ فيها النحيبُ الغريبُ

وفيها النهارُ كثَوبِ العزاءْ

وفيها الجميعُ عرايا ..بعزِّ الشتاءْ..

7=

مدينتُنا لاتحبُّ الحماسَه

تضعُ الروحَ..تحت الحراسَه..

تتوضَّأُ بالدمِّ كالشمسِ

وقتَ الغروبِ الذبيحْ

تُقبِّلُ رِجْلَ الصَّنَمْ

وتكسِرُ سِنَّ القَلَمْ..

وتشربُّ دمَّ المسيحْ...

و..تصلّى صلاةَ النجاسَه.

8=

مدينتُنا،لاتحبُّ السماءْ

منافقةٌ كبغايا النساءْ

ولاتتغطَّى سوى بالعراءْ

مدينتُنا

ـ وبكلَِّ أَسَفْ ـ

تحبُّ القَرَفْ..

تموتُ،،بغير عزاءْ

ويكفى بأنَّ مدينتَنا هذهِ

تعبُدُ اللهَ جهراً

وتلعنُهُ..

فى الخفاءْ...



29/9/2005

الجيزة