مازلتُ أمارسُ النُزهةَ فى مزارع ِعينيك ِ.
وأريحُ أعصابى فى مُرُوج ِالمشاعر،
وعلى موسيقى الريف الحزينة.
وأقومُ برحلة ِإسراء ٍ
بينَ شَجَر الليمون ِ
وغابات ِالزيتون ِ
والكافور والكمُّون..
وحديث الفُسْتُق العذب الشجىّ.
+++++
هل تعرفينَ أنك ِوأنت ِمعى الآن
أشعُرُ أننى وحدى؟
هل تعرفينَ أنَّ بينى وبينَ طفولتى
مسافة ٌمُرهِقة ٌ من السنوات
رغم أننى
على بُعد دمعة ٍواحدة ٍ
من ذاكرة القلب؟.
+++++
أنا وحدى.
مع صداقة ِعُيون المَرايا،وحدى.
مع الشبابيك التى تنامُ فى آخر المساء.
مع جرائدَ قديمة ٍصفراء.
مع الزمن المنسِىِّ
والوجع ِالبَنَفْسَجىّْ.
وحدى.
+++++
أنا وحدى مع طائر الأحزان.
مع ثرثرة ِالصمت،،والفم ِالمُغلَق.
مع الكلمات المحبوسة ِفى زنزانة ِالعُمر.
+++++
أنا وحدى
مع صُوَرى القديمة،
وطفُولتى اليتيمة..
وقِطَّتى اللئيمة..
التى تنامُ فى حِضنى مُطمَئنَّة ً
وبعد أن تصحو
تُخَربشُنى..
+++++
وحدى
مع عينيك ِالخضراوين اللتين تشبهان
إشارتَىْ مُرور...
+++++
وحدى
مع دخان سجائرى الذى يملأُ الغُرفة.
مع أنفاس الضَجَرْ
مع قِنِّينة ِالدموع..التى أشربُها
أشربُها عن آخرها
ثمَّ أضحك...
+++++
وحدى مع الخمر ،والسُكر ،والعربدة.
مع ذنوبى البيضاء..
وحسَناتى السوداء..
وقصائدى اللتى لاتُغْتَفَرْ..
وحدى معك ِفى هذه الظهيرة ِالحارّة
مثل الشطَّة ِالسودانيّة..
+++++
أتعلَّمُ منك ِفنونَ المعاشرة ِالعاطفيّة.
وكيفيَّةِ العَزف ِعلى أوتار جسمِك ِالشَّفَّاف.
الرشيق ِ،الأنيق ِ،الدقيق ،المُنَمَّق،
المُنَمْنَم ،الذى يحتوينى بصدق ٍ
كما تحتوى قِشرةُ حَبَّة ِالترمس
حبَّةَ الترمس..
هل تعرفينَ شَمَّ النَسيم؟.
+++++
أنا وحدى
بينَ ذراعيك ِالضاغطتين ِعلىَّ
مثل كسَّارة ِبُندُق..
أُقَرقِشُ كَلِماتى وأبلعُها
قبلَ أن تموتَ بالخروج ِمن بين ِشفتىَّ
موتَ الأسماك ِالخارجة
من ماء البَحر..
+++++
أنا وحدى.
رغم وجودى معك ِفإننى وحدى.
أتعلَّمُ منك ِالجنس..لأقتُلَ المَلَلْ.
وأتعلَّمُ منك ِالحِسّ,,لأشربَ العسَلْ.
وأتعلَّمُ طريقة ًجديدة ً
للرضاعة ِمن نهديك ِ..
ولعَضِّ حَلَمة ِنهدِك ِالأيسر
وشفط اللبن ِمن ثُقب الحَلَمة..
+++++
أتعلَّمُ منك ِ التحسُّسَ على جسدِكِ
لأكتشفَ الخريطة..
وأتعلَّمُ منك ِالتجسُّسَ على حالة ِالطقس
لأكتشفَ درجةَ الحرارة..
وفنَّ التقفيش..
+++++
أنا وحيدٌ...
كزهرة ِصبَّار ٍ،،فلاتتركينى.
أنا وحيدٌ..
كشمعة ِالنهار،،فلاتتركينى.
وحيدٌ كقُبْلَة ٍمؤجَّلة ِالتنفيذ.
كقنبُلة ٍمؤجَّلَة ِالتفجير.
كدمعة ٍآيلة ٍللسُقُوط.
هل..سأعودُ إلى البيت ِوحدى؟؟.
+++++
خالد
18/5/2014
12،40ظهر الأحد.
+++++