=====
أنا آخرُ المجانين المُحترمين..
فانزعى القناعَ،
وانسَىْ دورَك ِالغبىَّ
فى هذه المسرحيّةِ الهزليّة.
وحاولى أن تكونى نفسَك ِ.
=====
تخلَّىْ عن غبائك ِالأزلىِّ هذا
واعرفينى على حقيقتى.
بلارتوش ٍ،
ولاماكياج ٍ،
ولاقناع ٍواحد ٍ.
لاتترُكى أحداً يُفكَّرُ لك ِ
بالنيابة ِعنك ِ.
على اعتبار أنك ِناقصة ُ عقل..
لاتأخذى الأشياءَ على علّاتِها.
وفكِّرى..
إستقِلّى فى نظرتِك ِلى.
ولاتجكُمى علىَّ من خلال منظار الآخرين.
=====
لست ِناقصة َعقل
كما يُروِّجُ الإرهابيُّونَ والخَوَنة.
ولست ِ سِرَّ غياب الفضيلة.
كما يُروِّجُ الذينَ يطمعونَ فى لحمِكْ..
أنت ِإنسانةٌ ..كاملةُ الأهليّة..
فلماذا تريدينَ أن تسلُبينى حقّى
فى أن أكونَ (إنساناً)
حتى وإن كنتُ مجنوناً...؟
=====
يامن اتصلت ِبى
لتُخبرينى برغبتِك ِفى زيارتى.
حاولى مرّة ًقبلَ أن تزورينى.
أن تفهمينى.
ربّما لو فهِمت ِلماذا يتشقَّقُ الحجرُ،
تحتَ قطرات ِالمطر المستمرّة،
لفهِمت ِلماذا تشقَّقَ قلبى
وصار من معالم ِآثار
الأقصُر وأُسوان.
=====
أنا آخرُ المجانين المحترمين.
ولكن ربّما لو وضعْت ِنفسَك ِفى مكانى
لعرفْت ِلماذا أنا مصابٌ
بجميع الأمراض المذكورة ِفى الطبِّ النفسىّ.
ولقدَّرْت ِمعنى وقيمة َلجوئى إلى عينيك ِ
الكريمتين.
عيناك ِهما ملجأُ الأيتام الوحيد
الذى يصلُحُ لإيوائى.
إننى وحيدُ وحدةٌ قاتلةٌ فى غياب ِأمّى.
حاولى أن تكونى شريكةَ وحدتى.
حاولى أن تكونى ..أمِّى..
=====
لوفكَّرْت ِـ ولو لمرّة ٍواحدة ٍ ـ
أن تقرأى أعصابى
وأن تقرأى تصرُّفاتى
وأن تقرأى بصَماتى
لعرفْت ِلماذا أنا سيّدُ المجانين.
ولقدَّرْت ِكلَّ المجانين أمثالى.
=====
أيتُها الحاقدةُ علىَّ
وعلى علاقاتى العاطفيّة.
رُبَّما..رُبَّما..
لو أمسكْت ِيدى بحنان.
وربَّتِّ على ظهرى بحنان.
ووضعْت ِرأسى على صدرِك ِ
العالى..بحنان.
لعرفْت ِ ـ وبسُهُولة ٍجداً ـ
كم أنا طفلٌ ميّتٌ..من التعَبْ.
=====
يامن تعرفينَ عنّى الكثير
من المعلومات.
حاولى أن تعرفى ـ ياذكيّة ـ
ولو القليل عن قلبى العليل.
=====
إنّ صوتَ عينَىَّ مسموع ٌ.
وأفكارَ جبينى مسموعة.
=====
قد يخبرونَك ِ فى "أمن الدولة"
أننى فى وقت ٍ من الأوقات ـ
كنتُ أذهبُ
إلى دار عبادة ٍغير إسلاميّة..
وأننى عشتُ قليلاً
مع بوذا،
وكونفوشيوس،
والسيِّد ِالمسيح..
وأننى وجودىُّ
وصديقٌ حميمٌ لسارتر.
وشيوعىٌّ يحبُّهُ ماركس.
ولكنّهم لن يستطيعوا أن يخبروك ِ
عن حضور الله فى داخلى..
=====
اللهُ ـ جلَّ جلالُهُ ـ
يزورُنى فى بيتى
ويقولُ لى:إصبرْ،وأبشِرْ.
=====
لاتُصَدِّقى أنَّ جهازَ أمن الدولة
يعرفُ أفكارَ الجنين فى بطن أمِّه.
فعلى قدر الرعب الذى كانَ عليه
فى عهد الرئيس المخلوع
إلّا أنّهُ جهاز ٌخائب...
يستعيضُ عن الحِرفيّة..بالتعذيب..
ولايعرفُ إسمَ الأسَدَيْن اللذين عند
كوبرى قصر النيل.
إنهم لايتجسّسُونَ إلّا علينا.
والمِصريُّونَ عندهم
كلابٌ..
إلى أن يثبُتَ العكس.
وغالباً لايثبُتُ هذا العكس!!.
لاتُصَدِّقى أنه قد أصبحَ اسمُهُ
جهاز الأمن الوطنى!!
هذا هو إسمُ"الدلع"..
أما الحقيقةُ فهىَ أنَّ اسمَهُ
جهاز الأمن الوثنى...
لأنَّ العقليّةَ القذرة
هىَ..هىَ..
=====
إنهم يقطعونَ الكهرباء
لكى يوفِّروها
فى الصعق..والتعذيب..
إنهم يرفعونَ الأسعار
لكى يتحوَّلَ المِصريُّونَ إلى متسوِّلين
على باب البيت الأبيض.
إنهم كلابٌ مسعورة...
=====
وبعدُ أيتُها المُتَّصِلة
الراغبةُ فى لقائى.
حاولى أن تفهمينى.
حاولى أن تكونى..أنثى..
بحقّ.
ولاتنسَىْ أننى
آخرُ المجانين المحترمين..
===***---***
18/4/2014
2،35عصر الجمعة.
===***---***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق