الأحد، يناير 04، 2015

فوازير..خالد سمير..

===فزُّورةٌ أولَى:

صغيرٌ وهوَ نائمٌ وديعْ
مثلُ الحَمامْ
عندما ينامْ
وعندما يَصحُو تراهُ،يتمَطَّى
كأزهار الربيعْ
ثُمَّ كثُعبان ٍفظيعْ..
كالقَلَم ِالجَسُورْ
كالسَطْر ِأوَّل ِالسُطُورْ
صاحِبُهُ آخرُ الذُكورْ
آخرُ مَن فى الأرض ِمِن ذُكُورْ
تفوحُ منهُ رائحةٌ
كأنَّها البَخُورْ
منتصبُ القامة ِ،كالرُمح ِ..ساخنٌ،
يُذَوِّبُ الثلجَ،يُذَوِّبُ الصقيعْ
تُحِبُّهُ الأنثى كثيراً
تُحِبُّهُ..تُحِبُّهُ..
تأخُذُهُ فى فمِها
كأنَّهُ بزَّازةٌ
كأنها الطفلُ الرضيعْ
ينُطُّ راشِقاً
كالخِنجَر ِالمُصَوَّب ِالمُقاتِل ِ
كمنقار عُصفور ِحقل ٍ
مُلَقَّط ٍ،مُغَرِّد ٍمُجَلْجِل ِ
كالأسد ،المُعَظَّم ِ،المُبَجَّل ِ
"مِكَرٍّ ،مِفَرٍّ،مُقبل ٍ،مدبر ٍ،معاً"*
كشاكوش ِحَيْط ٍ..،كحفَّار ِأرض ٍ،كمنجَل ِ...
حينَ يكونُ وحيداً
يُصابُ بالإحباطْ
حينَ يكونُ سعيداً
يبُخُّ بَحراً جامِعاً..من النُقاطْ
لايعرفُ الفُوطةَ،لايحتاطْ
يُمَزِّقُ الغشاءَ الذى..خَيَّطَهُ الخَيَّاطْ..
صغيرٌ وهوَ نائمْ
كبيرٌ وهوَ قائمْ
لأنَّهُ..
مَطَّاطْ...
===
فزُّورةٌ ثانية:
حينَ يكونُ مفتوحَ اليدَينْ
من أجل ِترحيب ٍعميق ٍ
بالأمير ِصاحبِ الرأس ِالمُتَوَّجْ...
ترى فماً ـ بالطول ِـ
مُهتَزَّاً،كثيراً،يتلجْلَجْ
مُرتعِشاً،منتفِضاً،يتأجَّجْ...
فمٌ جميلُ أحمرٌ كأنَّهُ جَفْنَيْنْ
ويحضُنان ِفى الداخل ِالحسَّاس ِ..عَيْنْ..
تستقبلُ الأميرَ بالتكبيرْ
أهلاً وسهلاً..ياكَبيرْ..
يَصْدُرُ صوتٌ ناعمٌ حريرْ
ثُمَّ أنينْ
مثلَ صرير ِباب ِغُرفة ٍقديمْ
منذُسنين ٍوسنينْ
ويدخُلُ الأميرْ
مُتَوَّجاً،مُبَجَّلاً،مُعَظَّماً ،
(وهوَ والله ِالعظيم ِ..على كلِّ أنثى..قديرْ)

(يُحيى الحُطامَ وهىَ رميمْ
وهو معبودُ الحريمْ
وهوَ مَهوبٌ،ومَخُوفٌ،وخطيرْ)
والفمُ مشتاقٌ،وعطشانٌ،
ملتهبٌ
خَوَّافْ
حينَ يجدُّ الجدُّ،،،
يُصدرُ العواءُ..،والمُواءُ..،
مثلَ سرينة ِعَرَبة ِالإسعافْ
===
فزُّورةٌ ثالثة:
وَهُوَ ساحرٌ..،ساحرْ
بَيانُهُ..بيانو..
حُروفُهُ صولفيجُ أبجديَّة ِالموسيقى – الكلامْ
يعزفُ بالحُروف ِأعذبَ الأنغامْ
وساهرُ الأوراق ِوالأقلامْ
ولاينامْ..
لسانُهُ يَقطُرُ شَهْداً
وأرضُهُ..أحلامْ..
يتبعُهُ العُشَّاقُ ،والأشواٌقُ،والأوراقُ
تعشقُهُ البناتُ،والنهودُ،والأحداقُ
يُفَجِّرُُ الكَونَ بكِلْمة ٍ
ويخلقُ الكونَ بكِلْمة ٍ
ويأكُلُ الأوراقَ أكلاً جائعاً
ـ كالنار ِـ
حينَ يحِنُّ للطعامْ
تعشقُهُ النساءُ فى وقت الجنونْ
وهُنَّ يعرفنَ يقيناً،أنَّهُ حنونْ
وقَلِقٌ،مُوَتَّرٌ،وعصبىٌّ،
مجنونْ...
على كلامِهِ يبكى الحنينْ
على سُطُورِهِ يذوبُ الصخرُ،،
والحديدُ كلُّهُ يلينْ..
أمامَ حرف ٍواحد ٍيكتُبُهُ
قصيدة ٍيرسُمُها
(كلُّ شىء ٍيهونْ)
إذا بَكَى
بكت ِالسماءْ
فى الصيف ِأو الشتاءْ
إذا ابتسَمْ
وقفَ القَلَمْ
كأنهُ سهمٌ من السِهامْ
يفعلُ وحدهُ
ووحدهُ فقط
جميعَ مايشاءْ
هو المُدَلَّلْ
فيما عدا دلالَهُ
فكُلُّهُم أقزامْ
هو المُحَلَّلْ
وكلُّ شىء ٍدونَهُ حرامْ
وهُوَ الربُّ الحقيقىُّ..بحقّْ
وكُلُّهُم
أصنامْ...
إنَّ القصيدةَ عندهُ
تذكرةٌ
تُدخِلُهُ الجنَّةَ دونما حسابْ
وشَعْرُهُ ابيَضَّ
ولكن
شبابُهُ
يُغَذِّى النَحْلَ بالعَسَلْ
ينقلُ من مكانِهِ الجبَلْ
يسقى الخُمُورَ للأعنابْ...
تعبُدُهُ النساءْ
تعبُدُهُ السماءْ..
تطلبُ منهُ البَرَكَه
تُكثِرُ رزقَ الشَبَكَه..
فى كلِّ يَوم ٍطازج ٍ
خمسينَ ألفَ سَمَكَه
راقِصةٍ ،مُغريَة ٍ،مُرتَبِكَه
اللهَ ماأحلى السَمَكْ
اللهَ ماأشهى السَمَكْ
من أجلِهِ
يُفَرَّشُ الوردَ فى الطريق ِ،
وتُفْتَحُ الأبوابْ
وفوقَهُ
ربُّنا الأعلى جميعاً
يُباركُ  الأوراقَ،والقَلَمَ،..والأعصابْ..
يكتُبُ حينَ ينطقُ الورَقْ
ينزفُ،يعزفُ،باكياً،
ويحترقْ
يغرقُ بحرُ النار ِفى محاره
وتُصبحُ القصيدةُ الجميلة ُ الطيَّاره
مِنفَضَة ًمُثاره
وصاحبُ القصيدة ِالجميلة الطيَّاره
رمادَ سيجاره....
وتنزلُ الستاره...


خالد..
مساء الأحد
4/1/2015

"..."* نصف بيت لامرىء القيس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق