الأربعاء، ديسمبر 15، 2010

هذا الشخصُ الذى أراهُ أمامى فى المرآةِ ..ليسَ أنا..

كمزهريَّةٍ فى خرابةٍ
متراميةِ الأطرافْ
كعطرٍ مغتربٍ عن وردتِهِ
كقفص ٍيفتحُ فمَهُ
لعصافيرَ سوداءَ كثيرةٍ
كزائدةٍ دوديَّةٍ
كدمعةٍ
فى حفل ِزفافْ
كقطٍّ أبيضَ فى غُرْفةٍ مظلمة
غريبْ...

=2
من هو هذا الذى أراه؟
شخصٌ لا أذكُرُ أبداً
أننى قابلتُهُ
ولو مرّةً واحدةً
طوال الأزمنةِ التى عشتُها
شخصٌ غيرُ مألوفٍ لعَيْتىَّ
لا أعرفُ كيفَ أتواصلُ معهُ
فأنا أتحدَّثُ باللغةِ العربية
وهو يتحدَّثُ
باللغة الهيروغليفية
أنا أدخِّنُ بشراهةِ عبيطٍ
أمسكوهُ جيتاراً
وهوَ..
لا يفعلُ شيئاً
سوى أن ينظُرَ إلىَّ
كما أنظُرُ إليه.

=3
تخرجُ الدُمُوعُ من المرآةِ
من عَيْنَيْهِ العسليَّتَيْن ِ..
أرفعُ يدى اليُمنى
يرفعُ هو يدهُ اليُسرى
أرفعُ يدى اليُسرى
يرفعُ هو يدهُ اليُمْنى.
عكسى تماماً.
مطبوعٌ هكذا فى المرآةِ
كانطباعةِ نرسيسَ
على صفحةِ النهرْ.
مرآةٌ مصابةٌ بعمى الألوانْ
مرآةٌ
لا تعترفُ إلا بلونَيْن ِفقط
الأبيض والأسود
هل هذه مرآةٌ؟
أم شاشةُ تيليفزيون ٍ
قديم ٍمُمِلَّة؟
مرآةٌ
أم صورةٌ فوتوجرافيّةٌ
لرجُلٍ
يلبسُ طاقيّةَ الإخفاءْ؟

=4
هذا الشخصُ
الذى أراهُ أمامى الآنْ
لأوَّل ِمرَّة ٍأراه.

=5
عندما كنتُ حديثَ السِّنِّ
وحديثَ العهد ِ
بالمرايا
كنتُ أنظُرُ فى المرآةِ
فيبتسمُ لى
ذلك الولدُ الذى أنظُرُ إليه.
وكنتُ عندما أكلِّمُهُ
يكلِّمُنى.
لكنَّ هذا الرجُلَ الغريبَ
الذى أراه أمامى
الآنَ
مُختلفٌ عنِّى
ليسَ أنا.
ما كلُّ هذا الشَّعْر ِالأبيضْ؟
ما كلُّ هذه السُطُور ِ
على ذلكَ الجبين ِالمُرْهَقْ...؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق