الجمعة، ديسمبر 24، 2010

نُقْطةٌ من بحر الدمّ

ما عاد عندى شىءٌ أقدِّمُهُ
مشاعرى خشنةٌ ناشفةٌ قاحلة
وعواطفى جرداء
وقلبى خرابة.
"ماتفرقيش عن سواكى
كلّ اللى فيهم ماليكى
نفس الرتوش واللون"*1
لا تقولى شيئاً
فقط أرجوكِ اكرهينى
أحبُّ أن تكرهينى
لا لومَ عليكِ
اللومُ على من بنى لكِ قصراً
فأقمتِ فيه مع حبيبك
اللومُ على من شيَّدَ لكِ معبداً
فكفرْتِ بهِ
صدمة
خرجتُ من عندكِ
مجروحاً
مذبوحاً
مضرَّجاً بدمائى
أزحفُ على الأرض
من شدّة الألم
السكّينُ كانت حاميةً جداً
ولكننى أقبِّلُ السكّين
وأقبّلُ اليدَ التى ذبحتْنى بها.
فقدُ تعلّمتُ الدرس.
"ندم ندم ندم ندم
هندم ندم
واصرُخ ألم
وابكى بدال الدمع دم
ندم ندم ندم"*2
لستُ نادماً عليكِ
بل على مشاعرى التى أنفقتُها بلا حسابْ
على ذلك الجرح الغائر
الذى يشبه حفرةً عميقة.
الصدمةُ كانت موجعة
صدمةُ من أغلِقَ البابُ فى وجهه.
كم أنا مكسوفٌ..
وخجلان.
لاتعتذرى
ذلكَ الإعتذارَالمكرورَ المملّْ
الذى تبصُقُهُ كلُّ واحدةٍ
سعيدةٍ بأنَّ هناكَ رجلاً آخرَفى قائمة عشّاقِها المتيَّمينْ
:أنتَ أخٌ عزيزٌ
وغداً ستلاقى واحدةً أحسنَ منّى.
غداً!
إذهبى
القهوةُ معكِ كانت مرّة.
لاتكونى على اتصالٍ بى.
ولاتطمئنّى علىَّ
ولاتذكرينى أبداً
فقط إكرهيتى
أحبُّ أن تكرهينى.
لا أعرفُ ما سرُّ هذا الشعورِ بالغثيانِ والقرف
خسارةٌ أن أبصُق
ختى لا أفقدَ شيئاً من ريقى.
لاعليكِ.
هزيمةٌ جديدةٌ تضافُ إلى قائمة الشرف.
حماقةٌ أخرى تزيِّنُ سِجلَّ حماقاتى.
إذهبى
حبيبُكِ فى انتظارِكْ.
كلُّكُنَّ متشابهاتٌ..
نسخةٌ واحدةٌ مكرَّرة
كأسنان المِشطْ
كوجوه الصينيّين
كالأغانى العاطفيّة..
أحبُّ أن أسجِّلَ إعجابى بصورتكِ الحقيقيّة وإسمكِ الحقيقىّْ
رغم أنَّ كثيراتٍ،وكثيرينَ،
يتخفُّونَ وراءَ صورٍ مستعارة وأسماءٍمستعارة
وكأنّهم يخجلون من صورهم
ويتبرّؤن من أسمائهم
وبعضهنّ مختبئاتٌ خلف البُرقُع
وفى نفس الوقت
يهتفن بالمساواة!
لاعليكِ
اللومُ على من اتضح له أنه كان من عبدة الشيطانْ..
إسمحى لى أن أرمى هذه الوردةَ الحقيرة
التى كنتُ سأقدمها،
علىالأرضِ هكذا
وأدوسَ عليها هكذا
هكذا
إننى أكره الورْدْ
وأكرهُ البساتينْ
ولو كانَ فى الجنَّةِ ورْدٌ
لن أدخُلَها...
لاعليكِ.
نكسةٌ..وتمُرّْ.
لاتعطفى علىَّ هكذا
إننى أكرهُ معوتةَ الشتاءهذه.
إذا كنتِ تعتقدين
أنَّ هذه هى نهايتى
فأنتِ لاتعرفيننى جيّداً.
منذ أن كنتُ أخضرَ وطازجاً ويانعاً
كحُزمةِ نَعناعْ
وأنا لى مقولةٌ أشهرُها فى وجه السماء
{ليست المشكلةُ هى أن تَقَعْ
ولكنَّ المُشكلةَ هى أن لاتقومْ}.
سأقوم..
(حتماً) سأقوم
سأحقِّقُ حُلمى
حتى ولوتحقَّقَ وأنا فى آخرِفيمتوثانيةٍ من حياتى.
لاتقلقى من هذا الأمر.
إننى رجلٌ عنيدٌ ومقاوِمٌ ياصغيرتى.
وأحبُّ دائماً
أن أموتَ
وأنا واقفٌ على قدمىَّ
كشجرة الكافورْ.
إننى لا أفقدُ بوصلتى أبداً
أعرفُ هدفى جيّداً
واتجاهى.
سفينتى فى عرض البحرِ نعم
والرياحُ شديدةٌ ومُعاكسةٌ نعم
ولكن غداً..
ستشرقُ شمسى..
وسيكون الجوُّ صحواً
وستزُقُّ الرياحُ سفينتى حتى شاطىء الحُلمْ.
لاتقلقى.
لقد مرَّتْ علىَّ
عواصفُ،
وانكساراتٌ،
وانهياراتٌ،
وانتحاراتٌ..،
وكنتُ أرقُصُ من شِدَّةِ شِدَّةِ الألم
كديكٍ مذبوحْ...
وقُمْتْ.
والذين يقذفوننى بالشتائم والحجارةِ والطماطم المعطوبةِ
كشجرةٍ مثمرة
والذين يتجاهلوننى تماماً أنا وقصائدى
لن يستطيعوا إلغائى من خريطة النجومْ..
كلُّ النجومِ فى السماء ِمُطفأة.
إنهم لايريدون نَجماً يًضىء.
وكلا الفعلين الحقيرين
القذف والتجاهل
حربٌ نفسيّةٌ خسيسةٌ وخبيثة
بُغْيةَ التأثيرِ فى روحى المعتويَّة
وهذا ما لم...ولن يحدُثَ أبداً.
لاعليكِ.
نكسةٌ..وتمُرّ.
وإذا كنتُ قد خسرتُ معركة
فإننى كسِبتُ قصائدى.
خرجتُ من عالمكِ بقصائدَ جميلةٍ
كنتُ قد كتبتُها فيكِ.
سيراكِ الناسُ فى قصائدى
وسينساكِ الناسُ ويذكرونَ قصائدى أنا
أنا..أنا..أنا..
أنا.
ظننتُ ـبكلِّ بلاهةٍ ـ
أنكِ تنظرينَ إلىَّ
إتضحَ أنكِ لاتريننى
لأنكِ عمياءْ..
ظننتُ أنكِ تشعرينَ بى
إتضحَ أنكِ لاتشعرين
لأنكِ حلّوفة..
أعصابى أسلاكٌ كهربائيّةٌ عُريانة
ولايكسونى سوى خَجَلى
من ذلك القلبِ الذى يستحِقُّ الحَرْقْ
لأنّه
دَلَقَ مشاعرَهُ
تحتَ
رجليكِ.
لاعليكِ ياصغيرة.
إذهبى لحبيبكِ الذى أحسدُهُ عليكِ.
كم أنتِ جميلة
وكم هو محظوظْ.
أنا الذى طلبتُ الرقم الخطأ
ومشيتُ فى الطريق الخطأ
وقصدتُ العُنوانَ الخطأ.
أنا الذى طرحتُ لآلئى
فى حظيرة الخنازيرْ
وتحتَ أرجل الخنازيرْ.
أنا الغلطانْ
أعتذر.
أحِسُّ أننى مخنوقْ
لا أستطيعُ أن أتنفَّس
أين الهواء
هواء
أريدُ هواءً
إبتعدى
لا أُطيقُ أن أنظُرَ إليكِ.
....(غُورى بَقَى).
24/12/2010
الجمعة
*1من أغنية ل على الحجار
*2 من أغنية ل محرم فؤاد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق